الجمعة، 8 يناير 2010

العلم والتعليم في الأندلس

العلم والتعليم في الأندلس
أنور محمود زناتي – كلية التربية – جامعة عين شمس
مجد الأندلسيون العلماء والفقهاء ورجال الأدب ، وكان لهؤلاء القيادة والريادة في المجتمع الأندلسي([1]) .
أما العلماء فقل من تجده متبحراً في علم واحد أو علمين ؛ بل فيهم من يعد من الفقهاء والمحدثين والفلاسفة والأدباء والمؤرخين واللغويين([2]) .
ولم يقتصر الأندلسيون على العلوم العملية بل كانت لهم دراسات في علوم أخرى([3]) كالفيزياء، وعلم العقاقير، والزراعة (علم الفلاحة) والذي أبدعوا فيه وصنفوا التصاميم المشهورة، مسجلين ما توصلت إليه تجاربهم في النباتات والتربة([4]) .
وكان شعب الأندلس شعباً يقبل على العلم للعلم ذاته ، ومن ثم كان علماؤهم متقنين لفنون علمهم لأنهم يسعون إليها مختارين غير مدفوعين بهدف غير التعلم ، وكان الرجل ينفق ما عنده من مال حتى يتعلم ، ومتى عُرف بالعلم أصبح في مقام التكريم والإجلال ويشير الناس اليه بالبنان([5]) .
وقد أشادت جل المصادر التي أرخت للأندلس بدور الحكام الهام في رعاية الحركة العلمية وشغفهم الشديد بالعلم فهناك عبد الرحمن الداخل ( 138 – 172 هـ / 755 – 788 م ) قد شكل في عهده قاعدة قوية للحضارة فكان أعظم حكام الأندلس مكانة في البلاغة والأدب([6]) وسار على نهجه أمراء وخلفاء وملوك الأندلس .
من أمثال هشام الرضى ( 172 – 180 هـ / 788 – 986 م ) ، الذي يعتبر فترة حكمه فترة حاسمة في مجال التعليم في الأندلس ، فقد كان مهتماً اهتماما مباشرا بالعلم والفقهاء مانحا اياهم كل ما يستطيع من حماية وتأييد([7]) ، وكان له ديوان أرزاق ، لتوزيع عطاياه ، حتى أنه " لم يقتل أحد من جنده في شئ من ثغوره أو جيوشه ، الا وألحق ولده في ديوان أرزاقه "([8])

ومن بعده جاء الحكم الربضي الذي عمل بعد القضاء على ثورة الربض الشهيرة على تشجيع العلم والعلماء حتى الدولة بعد وفاته في عصرها الذهبي علما وتعليما وثقافة وهو عصر عبد الرحمن الأوسط والذي يمكن أن نطلق عليه "عصر النجوم اللامعة " ويكفي أن نورد بعض الأسماء اللامعة لنتبين مدى ما وصل اليه هذا العصر من ازدهار ورقي
فظهر في ذلك العصر الفقيه يحي بن يحي الليثي المعروف باسم " عاقل الأندلس " ، الحكيم عباس بن فرناس ، والموسيقي المغني زرياب
لذلك لا غرابة إن انتشرت المكتبات والكتب في جميع أنحاء البلاد وكثر عشاقها وكثر التأليف والمؤلفون ، ولاسيما أنه وجد حكام شجعوا العلم وهم أنفسهم كانوا مثلاً عالياً في حب الكتب وجمعها والاهتمام بها فقد اشتهر عبد الرحمن الناصر بحبه للكتب حتى بلغت شهرته في ذلك ، الامبراطور البيزنطي الذي رأى أغلى هدية يمكن أن يقدمها اليه ، هي كتاب " ديسقورس " ([9])

ولن نجد مثلا آخر أوروع من الحكم المستنصر الذى يحتل مكانة خاصة بين الحكام المثقفين ووصفوه بأنه كان " جماعاً للكتب " وكان يرسل المبعوثين الى القاهرة ودمشق وبغداد والمدن الأخرى التى تهتم بالكتب ، وذلك لشراء الكتب بأثمان عالية حتى استطاع أن يجمع نحو 400 ألف مجلد لمكتبته([10]) بل ويروى أنه سجل عليها ملاحظات غاية فى الدقة ، كما أنشأ داراً لنسخ الكتب وأودعها بمدينة الزهراء([11]).
وأكد ابن حيان على أن الحكم المستنصر قد أمر ب " تحبيس حوانيت السراجين بسوق قرطبة على المعلمين الذين قد اتخذهم لتعليم أولاد الضعفاء والمساكين بقرطبة" ([12]) ذا يعني أن الدولة قد تبنت تخصيص مصروفات للمدارس([13]) وقد بلغ عدد المدارس 27 مدرسة مجانية ، منها ثلاث مدارس ازدهرت في المساجد ، و24 مدرسة في أحياء قرطبة المختلفة([14])
ويذكر ابن حزم في جمهرته نقلاً عن تليد الخصي أن عدد الفهارس التي فيها تسمية الكُتب أربع وأربعون فهرسة ، وفي كل فهرسة خمسون ورقة ، ليس فيها إلا ذِكْر أسماء الدواوين لا غير([15]) .
ومما ساعد على انتشار الكتب وازدهار الحياة العلمية انتشار صناعة الوراقة في الأندلس حيث تولى الوراقون Librerias نسخ ما يظهر من مؤلفات، كما اشتهرت الأندلس بمصانع الورق، وتميزت بهذا الإنتاج بعض المدن مثل غرناطة وبلنسية وطليطلة، وشاطبة، وقد حاز مصنع شاطبة شهرة واسعة في صناعة الورق الجيد([16]) .

وأسس العرب في الأندلس الكتاتيب لتعليم الصبيان اللغة العربية وآدابها ومبادئ الدين الاسلامي، على غرار نظام الكتاتيب في المشرق العربي واتخذوا المؤدبين يعلمون أولاد الضعفاء والمساكين اللغة العربية ومبادئ الاسلام([17]) .

المناهج الدراسية
أما المناهج الدراسية في الأندلس فقد أشار إليها ابن خلدون بقوله:
(وأما أهل الأندلس فمذهبهم تعليم القرآن والكتابة وجعلوه أصلاً في التعليم فلا يقتصرون لذلك عليه فقط بل يخلطون في تعليمهم الولدان رواية الشعر، والترسل وأخذهم بقوانين العربية وحفظها، وتجربة الخط والكتابة... إلى أن يخرج الولد من عمر البلوغ إلى الشبيبة وقد شد بعض الشيء في العربية والشعر وأبصر بهما، وبرز في الخط والكتاب وتعلق بأذيال العلم على الجملة([18]) .

ويتلقى الأطفال العلم منذ صغرهم ، إذا كان ميسوراً يأتى لهم بالمدرس إلى البيت ، وإلا أرسل بهم إلى الكتاب الأقرب إلى مسكنه وتخضع هذه المدارس الابتدائية نظريا لإشراف «المحتسب ». ويجمع المعلم ، أو المؤدب عدداً محدوداً من الأطفال فى مكان صغير0 يطلق عليه اسم "المصرية" يدرس لهم بأجر برنامجاً معروفاً غير مكتوب ، تحدده التقاليد وبعقد محترم منه ومن ولى الطفل . وفى هذه المرحلة يحفظ الطفل جانباً من القرآن الكريم ، ويحفظ قصائد من الشعر، ومقتطفات من النثر ، ويدرس شيئاً من النحو وقليلاً من الحساب ،والكتابة والقراءة على الطريقة "الجملية" ، ويبدو أنها لم تكن مقبولة من الكافة([19]) .
وقد انتشرت الحلقات التعليمية في أغلب جوامع الأندلس وبشكل خاص في المدن الرئيسية كقرطبة وطليطلة وإشبيلية، ولقد وجد في كل جامع مكتبة غنية بمختلف فروع المعرفة الأنسانية .

وقد ألف الأندلسيون في علوم القرآن والحديث والفقه، والجدير بالذكر أن المذهب الذي كان عليه أهل الأندلس في تلك الفترة هو المذهب المالكي([20]) .
كما ألف أهل الأندلس في القضاء واللغة وآدابها وعلومها والمعاجم والتراجم، والتاريخ والسيرة والجغرافية، وألفوا في علوم الطب والحساب والهندسة والفلك والكيمياء والمنطق والفلاحة والملل والنحل، وفي الفلسفة والموسيقى، بحيث لم يتركوا حقلاً من حقول العلم والمعرفة إلا طرقوها([21]) .
وممن اختلفت منزلتهم باختلاف سماتهم واتجاهاتهم الشخصية الشعراء ؛ فقد كان منهم طبقة بارزة طبقة بارزة أسهمت في السياسة العامة للدولة ، وظفرت لذلك بالحظوة عند الأمراء([22])
وكان من أهم مظاهر الحياة الثقافية في الأندلس " ظهور الروح أو الشعور بالأندلسية ، وقد بدا واضحاً في عنايتهم بجمع تراثهم وكتابة تاريخ الأندلس ، والترجمة لأعلامها في جميع الميادين([23]) " وكانوا شديدي التعصب لبلادهم، نرى ذلك من أنسابهم، فلا نكاد نجد عالماً ولا أديباً إلاّ وينسب لبلده([24]).
أما عن الحالة الثقافية ابان عصر الطوائف فالعجيب أنه وعلى النقيض ؛ لم تكن الثقافة الأندلسية يوماً أشد إشعاعاً ، وأقوى خصوبة([25]) كما كانت عليه في تلك الفترة .
ويجمع الدارسون على ازهار الحركة الثقافية في عصر ملوك الطوائف وذلك راجع إلى تداعيات وظلال العصر السابق ، بما يؤكد أن الظواهر الفكرية في تطورها وفي أفولها تحتاج إلى فترة زمنية طويلة ([26]) .
ففي الغالب تكون الأزمة "تحدياً" يوجب " الاستجابة " حسب مفهوم " أرنولد توينبي" ، وغالباً مل تناط النخبة المفكرة بريادة الاستجابة على الصعيد المعرفي([27])
وقد كان كل ملك من ملوك الطوائف يحاول أن يجعل من مملكته ملتقى للشعراء والأدباء والمغنّين، ونشطت بذلك تجارة الرقيق، واجتهد النخّاسون في تعليم الجواري Las esclavas الرّوميات الغناء، وضروباً أخرى من الثقافة لترتفع أجورهنّ. وكثر الطلب على الجواري المغنيات فقد دفع هذيل بن رزين صاحب السهلة في جارية ابن الكتاني ثلاثة آلاف دينار([28]).
انتشار المذهب المالكى فى الأندلس :
منذ دخل الإسلام الأندلس وأهلها على مذهب الأوزاعي([29])، وكان دخول المذهب المالكي الى الأندلس في حياة الإمام مالك نفسه، وذلك بفضل من درسوا عليه من تلاميذه الأندلسيين ونقلوا كتابه " الموطأ"، وهم على التوالي الغازي بن قيس(ت 199/815) ([30]) وزياد بن عبد الرحمن اللخمي الملقب بشبطون([31])وهو أول من أدخل مذهبه فى الأندلس ، (ت204/819) ويحيى([32]) بن يحيى الليثي (ت234/848) ([33]).، وساهم غيره من الفقهاء فى انتشار المذهب المالكى أيضاً مثل : عيسى بن دينار الغافقي الطليطلي ([34])

ويكمن أثر المذهب المالكي في الأندلس بكونه أهم المحاور التي دارت حولها المؤلفات الأندلسية المبكرة ، شرحا وتوضيحا لكتاب الموطأ ، ودراسة لرجاله وأسانيده ، ودفاعا وانتصارا له ، وتأليفا حول المذهب بشكل عام([35]) .

وفي هذا الصدد يذكر القاضي عياض ما نصه
" وأما أهل الأندلس فكان رأيهم منذ فتحت على رأي الأوزاعي إلى أن رحل الى مالك زياد بن عبد الرحمن ، وقرعوس بن العباس ، ومن بعدهم ؛ فجاءوا بعلمه ، وأبانوا للناس فضله"([36]) .
ثم انتشر المذهب بفضل تأييد ومناصرة الأمير عبد الرحمن بن الحكم الذي جعل الأمر ليحي بن يحي الليثي ( ت 234 هـ ) وبفضله استحكم المذهب المالكي في الأندلس وفي ذلك يقول ابن حيان :
" وغلب يحي بن يحي جميعهم على رأي الأمير عبد الرحمن ، وألوى بإيثاره ، فصار يلتزم من اعظامه وتكريمه وتنفيذ أموره ما يلتزم الوالد لأبيه ، فلا يستقضي قاضيا ، ولا يعقد عقدا ، ولا يمضي في الديانة أمرا ، الا عن رأيه وبعد مشورته "([37]) .

وفى النصف الثانى من القرن التاسع الميلادى جاء قاسم بن محمد بن سيار بالمذهب الشافعى من المشرق وانصرف إلى نشره عن طريق الدرس والتأليف ، وكان يلقى دروسه فى المسجد الجامع ، ووجد رعاية من الأمير محمد الأول ، الذى عينه مؤلفه الخاص حماية له من علماء المالكية ، وعاش المذهب الشافعى فى الظل طوال أيام عبدالرحمن الناصر ، لأن ابنه الأمير عبدالله ، وكان شافعياً ، اتهم بالاشتراك فى مؤامرة لخلع أبيه الناصر ، لأنه بايع ابنه الحكم بولاية العهد دونه ، وقد فشلت المؤامرة ، ولقى عبدالله حتفه على يد أبيه ، وكان لذلك أثره السيئ على المذهب الشافعى فتوقف نشاطه حتى أيام الحكم المستنصر ، الذى كان يحسن وفادة القادمين إلى الأندلس من أهل الأدب المشارقة ، وبينهم عدد من شيوخ المذهب الشافعى ، فانتعش المذهب الشافعى من جديد ، ولكنه انكمش ثانية فى عهد المنصور بن أبى عامر ، وكان حاكماً واقعياً ، فرأى من صالحه أن يجارى فقهاء المالكية ليكسب تأييدهم ، وفيما بعد سوف يصبح ابن حزم واحداً من أتباعه ، قبل أن يتحول إلى المذهب الظاهرى ([38]).

ودخل المذهب الظاهرى الأندلس فى الوقت الذى دخل فيه المذهب الشافعى تقريباً ، على يد عبدالله محمد بن قاسم بن هلال ( ت 272هـ =885م) ، واجتهد رغم أنه شافعى فى نشر المذهب الظاهرى ، ويبدو أنه لم يوفق كثيرا فيما رمى إليه . وتعرض الظاهرية لمثل ما تعرض له الشافعية من مضايقات علماء المالكية ، وأول شخصية ظاهرية نلتقى بها ذات مقام وتأثير، منذر بن سعيد البلوطى ، وتلقى أصوله فى رحلة له إلى المشرق ، وظل عليه حتى وفاته عام 355هـ - 966م ، ثم ضعف صوت الظاهرية إلى أن عاد قوياً مع ابن حزم العظيم([39]) .

ومع وصول كتب الجاحظ إلى الأندلس وشيوعها على نحو خفى بين مجموعة من المثقفين ، عرفت قرطبة عدداً محدوداً من المعتزلة ، ولكننا فى النصف الثانى من القرن العاشر لا نكاد نعثر لهم على أثر([40]) .

والذين جاءوا الأندلس من الخارج لنشر هذا المذهب أبعدوا منه ، مثلا وصل قرطبة أبو الطيب ابن أبى بردة ، عام 361 هـ = 971 م ، وأحسن الحكم الثانى استقباله ، كواحد من كبار علماء الشافعية على أيامه ، ولكن ما إن علم أنه من المعتزلة حتى أصدر قراراً بإبعاده ، ولكن ابن حزم يقول لنا إن وادى بنى توبة كان كله معتزلياً. وربما ارتبطت فكرة المعتزلة بالزهد ، لقد كان الطريق الوحيد، فيما يرى أسين بلاثيوس ، أمام الذين يرغبون أن يبشروا بأفكارهم دون أن يعرضوا أنفسهم للإضطهاد والملاحقة أن يزهدوا وينسكوا فى "الروابط " لأن هذه الخلوات تمتعت بمهابة جليلة لدى الحكام والفقهاء والعامة ، وكانت تقع خارج المدينة ، فى الجبال أو الغابات ، وتجرى الحياة فيها على نحو زاهد ويطلق على سكانها اسم : زاهد أو ناسك أو عابد أو صوفى. وآخرون من الزهاد ظلوا بين العامة وتميزوا بالتقشف 0 واحتقار الترف ، وإهمال الأناقة ، وعاشوا حياة رقيقة ، يمتهنون أعمالا متواضعة ، ويشاركون في الجهاد .
وكان الفيلسوف ابن مسرة أوضح شخصيات هؤلاء العباد ، وأقام خلوة له فى جبل قرطبة ، على مقربة من العاصمة ، وعرف بالجبلى وفى ثياب زاهد خاشع بدأ يتأمل أفكار المعتزلة ، ويبنى لنفسه فلسفة جديدة ، راح يبشر بها بين عدد محدود من تلاميذه ، وفى البدء، بتأثير من حياته المستقيمة ، ونسكه الصادق، وتقواه الخاشعة ، كسب إلى جانبه قلوب القرطبيين ، ثم بدأ الهمس : إنه معتزلى يبشر بمذهب فلسفى جديد، بينه وبين الإلحاد خطوة واحدة . وأحس ابن مسرة بالهمس ، وبما يجرى حوله وخطورته ،فرحل إلى المشرق وأدى فريضة الحج ، وبعده عاد إلى خلوته ، وباشر حياته الزاهدة ودروسه ، وضيق الحياة ودع الدنيا عام 319 هـ =931 م وقد مهد الطريق لفكر فلسفى حر ، ومن بعده واصل تلاميذه إشاعة فكره ، ونشر كتبه ، وتعرض لمذهبه ابن حيان في الجزء الخامس من المقتبس الذي نشره بدرو شالمتا ، من كتاب " المقتبس " لابن حيان ، ويضم نصوصاً كثيرة ، ذات فائدة قصوى فى توضيح مذهب ابن مسرة وتحديد مساره([41]) .

أما وضع الأقليات فنجد نصارى الأندلس انتشرت بينهم اللغة العربية فقد دُعوا بالمستعربين Los Mozarabes لمعرفتهم بها واستعمالهم لها في أمورهم الدينية والدنيوية. "وكانت سماحة الإسلام وسلاسة اللغة العربية والمعاملة الكريمة التي تعامل بها الداخلون الأولون مع المعاهـدين من أسـباب ظاهرة الاستعراب السريعة التي حصلت بعد قرن أو يزيد قليلاً من دخول الإسلام إلى شبه الجزيرة الإيبيرية"([42])
وقد شكا بعض الرهبان من إقبال أبناء ملتهم على تعلم اللغة العربية وولعهم بآدابها، وشكوى الراهب القرطبي Alvaro معروفة، وقد جاء فيها أن إخوانه في الدين يجدون لذة كبرى في قراءة أشعار العرب وحكايتهم، وأن الموهوبين من شبان النصارى لا يعرفون إلا لغة العرب وآدابها ويؤمنون بها ويقبلون عليها في نهم وينفقون أموالاً طائلة في جمع كتبها([43])

ومن أغرب ما يذكر أن الدواوين الحكومية كانت تعطل يوم الأحد جاء في المقتبس لابن حيّان: "وكان أول من سن لكتاب السلطان وأهل الخدمة تعطيل الخدمة يوم الأحد من الأسبوع والتخلف عن حضور قصره قومس بن أنتنيان كاتب الرسائل للأمير محمد وكان نصرانيًّا ودعا إلى ذلك لنسكه فيه،فتبعه جميع الكتاب طلبًا للاستراحة من تعبهم والنظر في أمورهم فانتحوا ذلك ومضى إلى اليوم العمل عليه([44])
وأما يهود الأندلس فقد ظهر فيهم كتاب وشعراء ومؤلفون باللغة العربية، ومن المعروف أنه كانت لهم ثقافتهم ولكنها نبعت من موارد الثقافة الإسلامية ودُونت باللغة العربية، وتأثر اليهود بالثقافة العربية واقتباسهم منها وتقليدهم لها يبدو أول ما يبدو في عناوين كتبهم التي ألفوها بالعربية طوال العهد الإسلامي في نحو العبرية وبلاغتها وعروض شعرها وموشحها ومنها –على سبيل المثال– كتاب"الحجة والدليل، في نصرة الدين الذليل" ليهودا ابن ليفي الطليطلي([45])
المرأة
واحتلت المرأة في عصر الطوائف مكانة عظيمة ؛ وقد ألف فيها الأندلسيون كتباً أشهرها " طوق الحمامة " لابن حزم ، وابن حزم هذا الذي يعد مثلاً رائعاً في سعة المعارف وتنوع الثافة ، قد أشرفت النساء على تربيته .
وكان لانتشار الفروسية بالأندلس أثر عظيم في تكريم المرأة وتبجيلها ، وكانت السيدات المسلمات يؤلفن عنصراً بارزاً بين المشاهدين في الميادين التي كانت تقام بالعاصمة([46]) .


اللغة
كان مع هذا التعدد في الأديان بالأندلس تعدد في اللغات، فإلى جانب اللغة العربية التي كانت لها السيادة وجدت لغة عجم الأندلس الذين ظل عدد مهم على نصرانيتهم ولكنهم – كما أسلفنا – تعربوا وأصبحوا يدعون بالمستعربين Los mozarabes وكانت العجمية أو اللاطينية كما سماها ابن حزم مسموعة ومعروفة لدى عامة أهل الأندلس وخاصتهم باستثناء أهل قبيلة بلي الذين يقول فيهم ابن حزم: "وهم هناك إلى اليوم على أنسابهم لا يحسنون الكلام باللاطينية لكنه بالعربية فقط نساؤهم ورجالهم"(6) وتوجد آثار هذه اللاطينية أو الرومانثية في خرجات الموشحات وغيرها([47])
وكانت اللغة العربية الفصحى اللغة القومية ، ولأنها لغة ثقافة ، ووعاء حضارة ، لم تجد على بطحاء شبه الجزيرة الإيبيرية لغة أخرى تدخل معها فى صراع ، أو تقاوم زحفها ، ولأنها لغة القرآن فرضت نفسها لغة للإدراة أيضاً . وأصبحت لغة الحديث فى اجتماعات الأصدقاء المثقفين ، وفى " الصالونات الأدبية " وتحرير الرسائل ، والوثائق الرسمية و فى الإبداع الأدبى شعراً ونثراً ، ولغة التعليم بنوعيه ، المبتدئ والعالى على السواء ، وفى العلاقات الدولية ، ومع المشرق بخاصة ، أفراداً أو على مستوى الدول ، وكان التمكن منها شرطاً لتولى أى من المنصاب العامة ، والتفوق فيها الطريق الوحيد إلى النبل المكتسب والوظائف العليا ، ومن ثم كان على الأندلسيين من غير المسلمين ،يهوداً أو مستعربين ، أن ينبغوا فيها إذا أرادوا أن يجدوا لهم مكاناً مرموقاً تحت شمس الخلافة ، ونعرف من بينهم أدباء وشعراء كانو يكتبون فيها شعراً جميلاً ونثراً راقياً . ويعبر عن هذا الواقع زفرة أرسلها ألفارو مطران قرطبة ، عام 854 م ، أى قبل الفترة التى نعرض لها بنحو قرن كامل ، ولما يمض على الفتح الإسلامى غير مائة وأربعين عاماً ، يقول : " من الذى يعكف اليوم بين أتباعنا من المؤمنين على دراسة الكتب المقدسة ، أو يرجع إلى كتاب أى عالم من علمائها ، ممن كتبوا فى اللغة اللاتينية ؟ من منهم يدرس الإنجيل أو الأنبياء أو الرسل ، إننا لا نرى غير شبان مسيحيين هاموا حباً للغة العربية ، يبحثون عن كتبها ويقتنونها ، يدرسونها فى شغف ، ويعلقون عليها ، ويتحدثون بها فى طلاقة ، ويكتبون بها فى جمال وبلاغة ، ويقولون فيها الشعر فى رقة وأناقة . يا للحزن ! مسيحيون يجهلون كتابهم وقانونهم ولاتينيتهم ، وينسون لغتهم نفسها ، ولا يكاد الواحد منهم يستطيع أن يكتب رسالة معقولة لأخيه مسلمًا عليه ، وتستطيع أن تجد جميعاً لا يحصى يظهر تفوقه وقدرته وتمكنه من اللغة العربية "( [48]) .

علم التاريخ في الأندلس
وقد نال علم التاريخ من الأندلسيين كل عناية واهتمام وأصبحت الدراسات التاريخية ثمرة ناضجة ، وموضع الدرس والاقبال من الطلاب في مختلف جوانبه بدءا بأيم العرب القديمة ، وظلت تُروى شفاهاً بالطريقة التقليدية ، أو المدونات التي تُسجل الأحداث شهراً فشهراً ، وعاماً فعاما ، وتترجم للأعلام في السياسة والدين والأدب ، أو تختص بتدوين الأحداث التي وقعت في بلد ما ، أو لشعب ما أو لجنس ما ، وانتهاء بتلك التي تبلغ قمة الرُقي ، فتهتم بدراسة العلاقات الاجتماعية ، بل وفلسفة التاريخ([49]) .
وتمثل التيار الابداعى فى الفكر التاريخى فى عدد من المؤرخين الذين خرجوا من رحم المذهب السنى نفسه، وهم اتبا عا لمدرسه الحزميه التى جمعت بين العقل والنقل ، بين الروايه والدرايه ونظرا لاضطهاد اعلام هذه المدرسه، لم يقر لابدعاتهم الرواج، اذ اعتبروا فى نظر السلطه ومؤرخى المحدثين " اهل بدع" ورغم ذلك، نتيجة لتعاظم المد الليبرالى فى العالم الاسلامى بأسره ، وتأثرالاندلس به ، فقد انعكست اثاره الايجابيه على مؤرخى الاندلس عموما من المحافظين والمبدعين فى آن([50]) .
وانعتق علم التاريخ من إسار المصادر اللاهوتية باندثار دور " المؤرخ – المحدث " وإفساح المجال للمؤرخ الفقيه والتاجر والوراق والكاتب والطبيب والفيلسوف ، الأمر الذي أفضي إلي تحويل العلم من " الرواية " إلى " الدراية "([51])

فكان من البديهي أن يزدهر الفكر التاريخي إبان تلك الحقبة التي شهدت " القرن الذهبي" في تاريخ الفكر الاسلامي([52]) .


















([1]) Juan Vernet Gines, Literatura arabe ( Barcelona, ) p.115 .
(2) الرافعي ، مصطفى صادق : تاريخ آداب العرب . ج3 ، مطبعة الاستقامة ، ط1 ، 1940 ، ص 331 .
(3) الشكعة : مصطفى ، الأدب الأندلسي ، مرجع سابق ، ص 71 .
(4) راجع ، ابن بصال : كتاب الفلاحة ، ص11- 36 .
(5) الشكعة : الأدب الأندلسي ، مرجع سابق ، ص 71 .
(6 ) ابن سعيد : البيان المغرب : ج2 ، 58 .
(7 ) عيسى ، محمد عبد الحميد : تاريخ التعليم في الأندلس ، دار الفكر العربي ، ط1 ، 1982 م ، ص 81
(8 ) مجهول : أخبار مجموعة : ص 120 .
(9 ) ريبيرا ، خوليان : اهتمام المسلمين في الأندلس بالكتب ، ترجمة : جمال محرز ، مجلة معهد المخطوطات العربية ، ص 86 .
(10) الكسندر ستيبتشفيتش : تاريخ الكتاب ، القسم الأول ، ترجمة محمد الأرناؤوط ، سلسلة عالم المعرفة 1993 العدد 169 ، ص245 .
(1[1] ) أحمد مختار العبادي: في التاريخ العباسي والأندلسي ، ص420 .
(12 ) ابن حيان : المقتبس ( تحقيق الحجي) ، ص207 .
(13 ) يوسف ، يوسف أحمد : علم التاريخ في الأندلس ، ط1 ، مؤسسة حمادة للنشر ، الأردن ، 2002 م ، ص 25
(14 ) Imamudin , Apolitical history of muslim Spain Dacca,1969, p. 176
(15 ) للمزيد ، راجع ، خوليان ريبيرا : التربية الاسلامية في الأندلس ، ط2 ، ترجمة الطاهر مكي ، 1994 م ص 157 ، ومحمد عبد الحميد عيسى : تاريخ التعليم في الأندلس ، دار الفكر العربي ، ط1 ، 1982 م ، والحياة العلمية في عصر الخلافة في الأندلس ، جامعة أم القرى ، 1997 م / 1417 هـ .
(16) الحجي ، عبدالرحمن: الكتب والمكتبات في الأندلس ص361 مجلة كلية الدراسات الاسلامية العدد الرابع، بغداد 1972.
(17) ابن عذاري: البيان المغرب ، جـ2 ، ص245.
(18) ابن خلدون: المقدمة جـ2 ، ص1240.
(19 ) مكي ، الطاهر احمد : دراسات عن ابن حزم . ص 45.
(20) راجع ، الغلبزوري ، توفيق بن أحمد : المدرسة المالكية بلأندلس . مجلة الشريعة والدراسات الاسلامية , العدد 63, الكويت 2005 , , ص 106 .
([1] ) عجيل ، كريم: الحياة العلمية في بلنسيه ، جامعة بغداد، 1975م، ص263.
([1]) شلبي ، سعد : البيئة الأندلسية وأثرها في الشعر، دار نهضة مصر ، 1978م، ص 56 .
([1]) ك . بويكا : المصادر التاريخية العربية في الأندلس . ط1 ، ترجمة نايف أبو كرم ، دمشق 1999، ص 12 .
([1] ) أمين ، أحمد: ظهر الإسلام، ، دار الكتاب العربي بيروت 1969م، ج3/ ص 8/..
([1]) M. Bennabound, " The Socio – plotical Role of the Andalusian Ulama during the 5th / 11th Century, " Islamic Studies, vol . 23,no. 2 ( 1984), pp. 103 – 141. .
([1] ) اسماعيل ، محمود ، و آمال محمد حسن : في تاريخ المغرب والأندلس ، القاهرة ، بدون ، ص 157 .
([1])اسماعيل ، محمود : إشكالية المنهج في دراسة التراث . رؤية للنشروالتوزيع ، ط1 ،القاهرة ، 2004 ، ص 39.
([1] ) ابن عذاري ، البيان المغرب ، مرجع سابق ، ص 308.
([1]) للمزيد راجع : خالد الصمدي : مدرسة فقه الحديث بالغرب الإسلامي ، ج1 ، منشورات وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ، المغرب ، 2006 م ، ص 35 ، والأزاعي هو : أبو عمرو عبد الرحمن بن يحمد الأوزاعي ، إمام أهل الشام ، لم يكن بالشاام أعلم منه ، قيل أنه أجاب في سبعين ألف مسألة ، وكان يسكن بيروت ، توفى سنة 157 هـ ، للمزيد راجع : ابن خلكان : وفيات الأعيان ، ج3 ، ترجمة رقم 361 ، ص 127 .
([1]) للمزيد راجع : خالد الصمدي : مدرسة فقه الحديث بالغرب الإسلامي ، ج1 ، منشورات وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ، المغرب ، 2006 م ، ص 35.
([1] ) شبطون : هو أبو عبد الله زياد بن عبد الرحمن ، قرطبي سمع من مالك الموطأ وله عنه في الفتاوى كتاب سماع معروف بسماع زياد ، وروى عنه يحي الليثي الموطأ فأشار عليه زياد بالرحيل الى مالك ما دام حياً وأخذه عنه ففعل ، للمزيد راجع : بغية الملتمس : ص 294ر، نفح الطيب ، ج2 ، ص 45 ، الاستقصاء ، ج2 ، ص 510 خالد الصمدي : مدرسة فقه الحديث بالغرب الإسلامي ، ج1 ، منشورات وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ، المغرب ، 2006 م ، ص 122.
([1] ) ذكر بلاد الاندلس ، ص 125 .
([1]) راجع ، (محمود علي مكي : الثقافة الدينية في الأندلس في عصر عبد الرحمن الناصر ، ألقي هذا البحث في الجلسة السادسة من مؤتمر المجمع في الدورة السادسة والستين بتاريخ 3 من المحرم سنة 1421هـ الموافق 8 من أبريل ( نيسان ) سنة 2000م راجع ، مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة / ع 91 ، ص 133 ..
([1] ) ترتيب المدارك ، ج1 ، ص 200 ، وعيسى هو : عيسى بن دينار عيسى بن دينار فقيه الأندلس ومفتيها ، الإمام أبو محمد الغافقي ، القرطبي . وكان صالحا خيرا ورعا ، كان ابن وضاح يقول : هو الذي علم أهل الأندلس الفقه ، وقال الفقيه أبان بن عيسى بن دينار : كان أبي قد أجمع على ترك الفتيا بالرأي ، وأحب الفتوى بالحديث ، فأعجلته المنية عن ذلك وقد ألف في شيوخ مالك بن أنس ( راجع : ترتيب المدارك ج1 ، ص 200 ، الزركلي : الأعلام ، ج5 ، ص 102 ، ابن الفرضي : تاريخ علماء الأندلس ، ج2 ، ص 556 ، الضبي : بغية ، ج2 ، ص 525.
([1] ) يوسف ، يوسف أحمد : علم التاريخ في الأندلس ، ط1 ، مؤسسة حمادة للنشر ، الأردن ، 2002 م ، ص 65 .
([1] ) ترتيب المدارك : ج1 ، ص 26 .
([1] ) المقتبس ( تحقيق مكي ) ، ص 42 - 43 .
([1] ) مكي ، الطاهر احمد : دراسات عن ابن حزم . ص 51.
([1] ) نفسه ، ص 51.
([1] ) نفسه ، ص 52.
([1] ) راجع : المقتبس ( شالميتا) ، ص 25 وما يليها .
([1] ) بنشريفة ، محمد محمد: الجذور التاريخية للاستعراب الإسباني. مقالة لنا منشورة في ندوة " المغرب في الدراسات الاستشراقية " : 64 مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية 1993م..
([1] ) انظر هذه الشكوى في تاريخ الفكر الأندلسي: 485 – 486 ترجمة الدكتور حسين مؤنس.
([1] ) المقتبس: 138 تحقيق الدكتور محمود علي مكي.
([1] ) بنشريفة : مرجع سابق ، محمد محمد : التأثير المتبادل بين الأمثال العربية والأمثال الإسبانية ، ألقي هذا البحث في الجلسـة السابعة من جلسات مؤتمر المجمع في دورته الثامنة والستين يوم السبت 16
من المحرم سنة 1423هـ الموافق 30 من مارس (آذار) سنة 2002م. ونشر في مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة / ع 95 ، ص 184.
([1]) Amir Ali: Ashort History of Supacens. Newyork, 1899. p. 519 .
([1] ) بنشريفة ، التأثير المتبادل مرجع سابق ، ص 186.
([1]) الطاهر أحمد مكي : دراسات عن ابن حزم . ط 4 ، دار المعارف 1993 ، ص 24 ..
([1] ) خوليان ريبيرا : التربية الاسلامية ، مرجع سابق ، ص 64 .
([1]) محمود اسماعيل : الفكر التاريخي في الغرب الإسلامي ،ط1 ، منشورات الزمن ، المغرب 2008 م ، ص 72.
([1] ) محمود اسماعيل : إشكالية المنهج ، مرجع سابق ، ص 14.
([1] ) نفسه ، ص 14.

([1]) Juan Vernet Gines, Literatura arabe ( Barcelona, ) p.115 .
([2]) مصطفى صادق الرافعي : تاريخ آداب العرب . ج3 ، مطبعة الاستقامة ، ط1 ، 1940 ، ص 331 .
([3]) الشكعة : الأدب الأندلسي ، مرجع سابق ، ص 71 .
([4]) راجع ، ابن بصال : كتاب الفلاحة ، ص11- 36 .
([5]) الشكعة : الأدب الأندلسي ، مرجع سابق ، ص 71 .
([6] ) البيان المغرب : ج2 ، 58 .
([7] ) محمد عبد الحميد عيسى : تاريخ التعليم في الأندلس ، دار الفكر العربي ، ط1 ، 1982 م ، ص 81 .
([8] ) أخبار مجموعة : ص 120 .
([9] ) خوليان ريبيرا : اهتمام المسلمين في الأندلس بالكتب ، ترجمة : جمال محرز ، مجلة معهد المخطوطات العربية ، ص 86 .
([10] ) الكسندر ستيبتشفيتش : تاريخ الكتاب ، القسم الأول ، ترجمة محمد الأرناؤوط ، سلسلة عالم المعرفة 1993 العدد 169 ، ص245 .
([11] ) أحمد مختار العبادي: في التاريخ العباسي والأندلسي ، ص420 .
([12] ) المقتبس ( تحقيق الحجي) ، ص207 .
([13] ) يوسف أحمد يوسف : علم التاريخ في الأندلس ، ط1 ، مؤسسة حمادة للنشر ، الأردن ، 2002 م ، ص 25
([14] ) Imamudin , Apolitical history of muslim Spain Dacca,1969, p. 176
([15] ) للمزيد ، راجع ، خوليان ريبيرا : التربية الاسلامية في الأندلس ، ط2 ، ترجمة الطاهر مكي ، 1994 م ص 157 ، ومحمد عبد الحميد عيسى : تاريخ التعليم في الأندلس ، دار الفكر العربي ، ط1 ، 1982 م ، والحياة العلمية في عصر الخلافة في الأندلس ، جامعة أم القرى ، 1997 م / 1417 هـ .
([16] ) عبدالرحمن الحجي: الكتب والمكتبات في الأندلس ص361 مجلة كلية الدراسات الاسلامية العدد الرابع، بغداد 1972.
([17] ) ابن عذاري: البيان المغرب ، جـ2 ، ص245.
([18] ) ابن خلدون: المقدمة جـ2 ، ص1240.
([19] ) الطاهر احمد مكي : دراسات عن ابن حزم . ص 45.
([20] ) راجع ، توفيق بن أحمد الغلبزوري : المدرسة المالكية بلأندلس . مجلة الشريعة والدراسات الاسلامية , العدد 63, الكويت 2005 , , ص 106 .
([21] ) كريم عجيل: الحياة العلمية في بلنسيه ، جامعة بغداد، 1975م، ص263.
([22]) سعد شلبي : البيئة الأندلسية وأثرها في الشعر، دار نهضة مصر ، 1978م، ص 56 .
([23]) ك . بويكا : المصادر التاريخية العربية في الأندلس . ط1 ، ترجمة نايف أبو كرم ، دمشق 1999، ص 12 .
([24] ) ظهر الإسلام، أحمد أمين، دار الكتاب العربي بيروت 1969م، ج3/ ص 8/..
([25]) M. Bennabound, " The Socio – plotical Role of the Andalusian Ulama during the 5th / 11th Century, " Islamic Studies, vol . 23,no. 2 ( 1984), pp. 103 – 141. .
([26] ) محمود اسماعيل ، و آمال محمد حسن : في تاريخ المغرب والأندلس ، القاهرة ، بدون ، ص 157 .
([27]) محمود اسماعيل : إشكالية المنهج في دراسة التراث . رؤية للنشروالتوزيع ، ط1 ،القاهرة ، 2004 ، ص 39.
([28] ) ابن عذاري ، البيان المغرب ، مرجع سابق ، ص 308.
([29]) للمزيد راجع : خالد الصمدي : مدرسة فقه الحديث بالغرب الإسلامي ، ج1 ، منشورات وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ، المغرب ، 2006 م ، ص 35 ، والأزاعي هو : أبو عمرو عبد الرحمن بن يحمد الأوزاعي ، إمام أهل الشام ، لم يكن بالشاام أعلم منه ، قيل أنه أجاب في سبعين ألف مسألة ، وكان يسكن بيروت ، توفى سنة 157 هـ ، للمزيد راجع : ابن خلكان : وفيات الأعيان ، ج3 ، ترجمة رقم 361 ، ص 127 .
([30]) للمزيد راجع : خالد الصمدي : مدرسة فقه الحديث بالغرب الإسلامي ، ج1 ، منشورات وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ، المغرب ، 2006 م ، ص 35.
([31] ) شبطون : هو أبو عبد الله زياد بن عبد الرحمن ، قرطبي سمع من مالك الموطأ وله عنه في الفتاوى كتاب سماع معروف بسماع زياد ، وروى عنه يحي الليثي الموطأ فأشار عليه زياد بالرحيل الى مالك ما دام حياً وأخذه عنه ففعل ، للمزيد راجع : بغية الملتمس : ص 294ر، نفح الطيب ، ج2 ، ص 45 ، الاستقصاء ، ج2 ، ص 510 خالد الصمدي : مدرسة فقه الحديث بالغرب الإسلامي ، ج1 ، منشورات وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ، المغرب ، 2006 م ، ص 122.
([32] ) ذكر بلاد الاندلس ، ص 125 .
([33]) راجع ، (محمود علي مكي : الثقافة الدينية في الأندلس في عصر عبد الرحمن الناصر ، ألقي هذا البحث في الجلسة السادسة من مؤتمر المجمع في الدورة السادسة والستين بتاريخ 3 من المحرم سنة 1421هـ الموافق 8 من أبريل ( نيسان ) سنة 2000م راجع ، مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة / ع 91 ، ص 133 ..
([34] ) ترتيب المدارك ، ج1 ، ص 200 ، وعيسى هو : عيسى بن دينار عيسى بن دينار فقيه الأندلس ومفتيها ، الإمام أبو محمد الغافقي ، القرطبي . وكان صالحا خيرا ورعا ، كان ابن وضاح يقول : هو الذي علم أهل الأندلس الفقه ، وقال الفقيه أبان بن عيسى بن دينار : كان أبي قد أجمع على ترك الفتيا بالرأي ، وأحب الفتوى بالحديث ، فأعجلته المنية عن ذلك وقد ألف في شيوخ مالك بن أنس ( راجع : ترتيب المدارك ج1 ، ص 200 ، الزركلي : الأعلام ، ج5 ، ص 102 ، ابن الفرضي : تاريخ علماء الأندلس ، ج2 ، ص 556 ، الضبي : بغية ، ج2 ، ص 525.
([35] ) يوسف أحمد يوسف : علم التاريخ في الأندلس ، ط1 ، مؤسسة حمادة للنشر ، الأردن ، 2002 م ، ص 65 .
([36] ) ترتيب المدارك : ج1 ، ص 26 .
([37] ) المقتبس ( تحقيق مكي ) ، ص 42 - 43 .
([38] ) الطاهر احمد مكي : دراسات عن ابن حزم . ص 51.
([39] ) الطاهر احمد مكي : دراسات عن ابن حزم . ص 51.
([40] ) الطاهر احمد مكي : دراسات عن ابن حزم . ص 52.
([41] ) راجع : المقتبس ( شالميتا) ، ص 25 وما يليها .
([42] ) محمد محمد بنشريفة : الجذور التاريخية للاستعراب الإسباني. مقالة لنا منشورة في ندوة " المغرب في الدراسات الاستشراقية " : 64 مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية 1993م..
([43] ) انظر هذه الشكوى في تاريخ الفكر الأندلسي: 485 – 486 ترجمة الدكتور حسين مؤنس.
([44] ) المقتبس: 138 تحقيق الدكتور محمود علي مكي.
([45] ) محمد محمد بنشريفة : التأثير المتبادل بين الأمثال العربية والأمثال الإسبانية ، ألقي هذا البحث في الجلسـة السابعة من جلسات مؤتمر المجمع في دورته الثامنة والستين يوم السبت 16
من المحرم سنة 1423هـ الموافق 30 من مارس (آذار) سنة 2002م. ونشر في مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة / ع 95 ، ص 184.
([46]) Amir Ali: Ashort History of Supacens. Newyork, 1899. p. 519 .
([47] ) محمد محمد بنشريفة : التأثير المتبادل بين الأمثال العربية والأمثال الإسبانية ، ألقي هذا البحث في الجلسـة السابعة من جلسات مؤتمر المجمع في دورته الثامنة والستين يوم السبت 16
من المحرم سنة 1423هـ الموافق 30 من مارس (آذار) سنة 2002م. ونشر في مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة / ع 95 ، ص 186.
([48]) الطاهر أحمد مكي : دراسات عن ابن حزم . ط 4 ، دار المعارف 1993 ، ص 24 ..
([49] ) خوليان ريبيرا : التربية الاسلامية ، مرجع سابق ، ص 64 .
([50]) محمود اسماعيل : الفكر التاريخي في الغرب الإسلامي ،ط1 ، منشورات الزمن ، المغرب 2008 م ، ص 72.
([51] ) محمود اسماعيل : إشكالية المنهج ، مرجع سابق ، ص 14.
([52] ) نفسه ، ص 14.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق