الجمعة، 8 يناير 2010

سياسة تهويد القدس - إحصائيات ودلالات -

سياسة تهويد القدس - إحصائيات ودلالات -
أنور محمود زناتي – كلية التربية – جامعة عين شمس
لقد كان تزييف التاريخ لدى قادة ومنظري الحركة الصهيونية Zionism شرطا أساسيا لاحتلال فلسطين. ومن هذا المنطلق عكفوا على قراءة التاريخ وإعادة صياغته، قافزين على الحقائق ومزيفين وقائع السنوات والقرون. بهدف احتلال القدس وجعلها عاصمة للدولة العبرية المقامة على أرض فلسطين . ولتحقيق هذا الهدف أمطروا جامعات العالم ومراكز البحث العلمي بالدراسات التي يدّعون بأنها حصيلة الأحافير في بيت المقدس. هذه الدراسات لا تزيف التاريخ فحسب، وإنما تلغي السمات الحضارية المتميزة للمدينة المقدسة والتي تُجَّذِر حقيقة طابعها العربي والإسلامي . ويسخر خبراء القانون الدولي من مجرد فكرة إعادة تشكيل الخريطة السياسية للعالم على أساس غزوات وهجرات وتوزيعات الماضي الغابر ([1])، ويعدونها أمراً زائفاً بالواقع والقانون (2).
والتاريخ يؤكد أنه لم يقم لليهود كيان سياسي في المنطقة أكثر من سبعين عاماً على عهد النبيين داود وسليمان عليهما السلام (3). هذا بينما ظلت المنطقة دائما أرضاً عربية، عريقة في عروبتها . ولم يكن لليهود أي تواجد سكاني يذكر في مدينة القدس منذ العام 70 بعد الميلاد وحتى العهد العثماني ، حيث لم يسجل خلال الفترة المذكورة سوى وجود عائلتين يهوديتين في العام 1267 بعد الميلاد ، ثم بلغ عدد اليهود في القـدس عـام 1525 بعد الميلاد، أي بعد أقل من عشر سنوات من الإدارة العثمانية نحو ستة آلاف يهودي ، وأخذ التواجد اليهودي في المدينة بالتزايد خلال السنوات التالية ، إلى أن عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل بسويسرا عام 1897 . فاحتل موضوع استيطان و تهويد القدس مكانة الصدارة في البيان الختامي للمؤتمر المذكور ، ومنذ ذلك التاريخ سعت المنظمات الصهيونية المنبثقة عن المؤتمر الصهيوني الأول كل ما بوسعها لإيجاد واقع جديد في القدس في سياق سياسة سكانية صهيونية مدروسة (4)نستعرضها على الوجه التالي :
التهويد المنظم
بعد أن قامت إسرائيل باحتلال القدس الشرقية 1967 م اتخذت خطوات مباشرة وسريعة من أجل تهويد المدينة وعلى جميع الأصعدة. ووضعت البرامج الإستراتيجية والتكتيكية طبقاً للسياسة الهادفة إلى السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأرض مع أقل ما يمكن من السكان العرب. وهذا النهج الإسرائيلي أدى بدوره إلى برنامج عمل يومي ينحو باتجاه إعادة تكوين المدينة وتشكيلها من جديد وإعادة صياغة التركيبة والخريطة السكانية الديموغرافية لها واستخدمت أساليب مختلفة نستعرضها بالتفصيل فيما يلي:

1- منذ الأيام الأولى للاحتلال تم الإعلان عن توسيع حدود بلدية القدس وتوحيد المدينة في 28/6/1967 إثر احتلال الجزء الشرقي ، وبدأت الخطوات العملية لإنشاء حي يهودي جديد ؛ فقامت سلطات الاحتلال بهدم جزء من حي المغاربة (5) وأجلت سكانه دون أن تتيح لهم الفرصة لإخلاء مساكنهم ، كما قامت بإجلاء قسم كبير من سكان حي الشرف ، وهو من الأحياء العربية القديمة ، وقامت بعزل أحياء عربية كاملة من القدس على إثر إعادة ترسيم الحدود للمدينة. ثم تم توسيع الحي اليهودي الذي استتبعه ظهور أحياء جديدة دفعت بآلاف من المستوطنين اليهود للقدوم إلى المدينة. وتولت شركة ( إعمار الحي اليهودي) عملية تهجير السكان العرب ، وامتدت عملية الإخلاء إلى مناطق شاسعة داخل مدينة القدس القديمة.
2- كانت سلطات الاحتلال تعمل على الاستيلاء على الأراضي بواسطة شركات عقارية وهمية ، ووحدة خاصة تسمى وحدة " أيعوم " وهي الوحدة التي كانت خاضعة لما يسمى إدارة أراضي إسرائيل ، وعملت هذه الوحدة على دفع المواطنين الفلسطينيين إلى بيع مبانٍ وأراض في منطقة القدس الكبرى . وقامت بمنع المواطنين الفلسطينيين من شراء الأرض واستثمارها والتوسع العمراني من خلالها (6). كما تم مصادرة واقتطاع نحو 20% من مساحة البلدة القديمة مما أدى إلى طرد أكثر من 7500 مواطن خارج أسوار المدينة، ومصادرة 630 عقاراً، وهدم 135 عقاراً .
ويبين الجدول رقم (1) عدد السكان الذين نزحوا عن مدينة القدس العربية حسب التقسيم الإداري الإسرائيلي إثر حرب يونيو ( حزيران ) وبالتحديد حتى أيلول ( سبتمبر ) عام 1967 والذي بلغ حوالي 23193 نسمة ويشمل هذا العدد بالإضافة للذين نزحوا اثر الحرب كذلك السكان الذين كانوا متواجدين خارج المدينة أثناء التعداد الإسرائيلي سواء في فلسطين أو خارجها ، وفي كلتا الحالتين قد فقدوا حق الإقامة في مدينة القدس الموسعة حسب التقسيم الإداري الإسرائيلي بسبب قوانين الإقامة الإسرائيلية في المدينة .
جدول رقم (1)
عدد سكان القدس الشرقية عشية ضمها وعدد النازحين اثر حرب حزيران عام 1967
المنطقة
الإحصاء الأردني تشرين ثاني 1961
الإحصاء الإسرائيلي أيلول 1967
عدد السكان المقدر 1967 سنة أساس 1961
حركة السكان عن المدينة في أيلول 1967
عدد النازحين حسب وزارة شؤون الأراضي المحتلة 1973
القدس الشرقية حسب التقسيم الإداري الإسرائيلي
75646
65857
89050
(23193)
14704
سكان المناطق التي ضمت إلى القدس الشرقية
15158
21488
17924
+3564
4506
الطور
4289
5701
5672
+629
1795
العيسوية
1163
1613
1357
+238
244
شعفاط
2541
3400
3005
+395
421
غرب بيت حنينا
...
3609
-
-
883
مطار قلنديا
2000
1123
2365
(1242)
72
صور باهر وأم طوبا
4012
4710
4744
(34)
773
بيت صفافا ، شرفات القسم الأردني
1153
1332
1363
(31)
318
القدس الشرقية حدود البلدية (التقسيم الأردني)
60488
44369
71526
(27157)
10198
المدينة القديمة
36801
23675
43516
(19841)
...
المدينة الجديدة
23687
20694
28010
(7316)
...

3- بعد إجراء سلطات الاحتلال ما يعرف بالإحصاء العام حرمت آلاف المواطنين من أهالي المدينة الحصول على الهوية بسبب تواجدهم خارجها لمختلف الأسباب. وعشية احتلال القدس طردت إسرائيل المواطنين الفلسطينيين الذين يقطنون الحي اليهودي الذين بلغ تعدادهم 6500 نسمة .
3- تم إلغاء القوانين الأردنية واستبدالها بالتشريعات والقوانين الإسرائيلية وإغلاق المحاكم النظامية الأردنية.
4- أقدمت سلطات الاحتلال على سحب بطاقات الهوية لعدد كبير من المواطنين الفلسطينيين المقدسيين مما يعني حرمانهم من دخول مدينتهم وفقدان حقهم الشرعي بالإقامة في القدس ، ونص القانون الإسرائيلي (11/أ) لعام 1974 أن " من يقيم خارج البلاد لمدة تتجاوز سبع سنوات بشكل متواصل فإنه يفقد حقه في الإقامة الدائمة في القدس " . كما أقدمت إسرائيل على سحب بطاقات الهوية للمقدسيين رغم كونهم لم يخالفوا التعليمات الواردة في القانون .
5- قامت برفض منح هويات الإقامة الدائمة وجمع الشمل لشباب وأطفال ولدوا خارج القدس. وتقوم إسرائيل بتطبيق سياسة الترحيل السري للسكان الفلسطينيين من مدينة القدس بوسائل متعددة تشمل قوانين وتنظيمات وأحكام قضائية وتكتيكات إدارية ويشكل الترحيل السري استمراراً مباشراً للسياسة العامة لإسرائيل في القدس الشرقية منذ عام 1967 التي تهدف إلى إيجاد واقع ديموغرافي لا يمكن معه تحدي سيادة إسرائيل على القدس العربية .
6- قامت سلطات الاحتلال بإلغاء الإدارات العربية ونقل قسم منها إلى خارج مدينة القدس وربط شبكتي المياه والهاتف بالقدس الغربية منذ عام 1948م، وإلحاق الدوائر العربية بالدوائر الإسرائيلية مثل، عمال وموظفي بلدية القدس العربية، وسن تشريع يفرض على أصحاب المهن العرب الالتحاق بالمؤسسات “الإسرائيلية” ليسمح لهم بمزاولة عملهم .
10- في عام 1968 بدأت الخطوات التالية خارج سور المدينة القديمة بمصادرة الأراضي لإنشاء مستوطنات إسرائيلية ، وتم وفق ذلك مصادرة مساحات واسعة من الأراضي في الشيخ جراح ووادي الجوز وأقيمت أحياء المستوطنين على هذه الأراضي ، ثم بدأت سلطات الاحتلال بالشروع في إنشاء مستوطنات الحزام المحيطة بالقدس ، وهي مستوطنات : رامات اشكول ، جفعات هامينار ، معالوت دافني ، والتله الفرنسيه الخ (8) .
7- اتفقت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة سواءً حكومات العمل أو الليكود على تكثيف الاستيطان (9) خارج الأسوار ؛ فالسياسة الإسرائيلية المتبعة في هذا المجال اعتمدت على مصادرة أوسع مساحات ممكنة من الأرض بأقل عدد سكان عرب فقد رسم (رحبعام زئيفي) حدود البلدية لتضم 28 قرية عربية ، وتجنب بقدر الإمكان المناطق المأهولة بالسكان العرب . ويتضح من الجدول رقم (2) المستعمرات في الجزء المضموم من القدس (في حدود البلدية) وهذه المستعمرات هي :
جدول رقم (2)
المستعمرات الإسرائيلية في الجزء المضموم من القدس (10)
المنطقة
سنة التـأسيس
المساحة (دونم)
المساحة المبنية (دونم)
عدد الوحدات السكنية
عدد السكان
القرى العربية التي على أراضيها المستعمرة
التلة الفرنسية
1968
822
800
5000
6500
لفتا وشعفاط
رمات أشكول
1968
3345
397
2200
6600
لفتا، شعفاط
معلوت دفنا
1968
389
389
1184
4700
خلة نوح
نفي يعقوب
1980،1968
1835
908
3800
19300
حزما، بيت حنينا
الحي اليهودي
1968
116
105
650
2400
البلدة القديمة
رمات الون
1972
4840
2875
8000
37200
لفتا بيت اكسا شعفاط
تالبيوت الشرقية
1970
2240
1071
4400
15000
صور باهر
جيلو
1971
2743
2475
7484
30200
بيت جالا، شرفات، بيت صفافا
عطروت
1970
1360
1158
منطقة صناعية

قلنديا ، الرام، بيت حنينا، بير نبالا
سبغات زئيف وسبغات عومر
1980
4627
1281
7438
35200
بيت حنينا وشعفاط وحزما وعناتا
تلة شعفاط
1970
1198
...
(مشروع) 2165
20000 متوقع
بيت حنينا وشعفاط
غفعات همطوس
1991
980
...
مشروع 3600

بيت صفافا، بيت جالا
الجامعة العبرية
1924
740
...
...
2500
العيسوية
مشروع مابيلا (قرية داود)
1970
130



باب الخليل ، حي الشجاعية
جبل أبو غنيم
1991
1992
...
6500 (مشروع)
35000 متوقع
بيت لحم، بيت ساحور، أم طوبى وصور باهر

8-العمل على تهويد الاقتصاد العربي في القدس وقامت بسلسلة من الإجراءات تهدف إلى تصفية الاقتصاد العربي وإذابته تدريجياً في الاقتصاد الإسرائيلي ، وقامت بمنع إدخال أي إنتاج زراعي أو صناعي أو أي سلعة من القرى والمدن العربية من الضفة الغربية إلى أسواق القدس في الوقت نفسه تسمح بدخول جميع البضائع والمنتجات الإسرائيلية بسهولة وفتح أبواب التعامل التجاري الإجباري بين التجار العرب والإسرائيليين وحرمان المنتج العربي من الأسواق المجاورة.
9- انتهاج سياسة اقتصادية سكانية خانقة في الشطر الشرقي حيث ترفض بلدية القدس منح تراخيص لبناء وحدات سكنية جديدة أو ترميم منازلهم القديمة مما دفع المئات من المواطنين الانتقال للقرى المجاورة. وإسقاط وسحب الهويات والترحيل لكل عائلة فلسطينية تكون فيها الزوجة من القدس والزوج من خارجها. وإسقاط وسحب هوية كل مواطن فلسطيني حصل على جنسية بلد أجنبي ما عدا الجنسية الأردنية.
11- في عام 1972م تم وضع خطة متكاملة تحت اسم (خطة التنمية الخاصة)، لإعادة تخطيطها بهدف تغيير العوامل الطوبغرافية والديمغرافية والمعمارية والتاريخية والاقتصادية والجغرافية، وجعلها موضع إسقاطات تخطيطية مستقبلية حتى سنة 2000 لتغيير معالم مدينة القدس وهوامشها تماماً، وتخطيط أماكن الحفريات الأثرية الراهنة والمستقبلية بدعوة التاريخ المزيف لليهود
12- في الفترة التي تمتد من العام 1974 وحتى توقيع اتفاقيات أوسلو ، عملت الجمعيات الإسرائيلية شبه الحكومية على الاستيلاء على الأراضي تحت عناوين الشراء بأثمان باهظة للبناء الحضري والمرافق الخدمية المتطورة وبالشراكة عند اللزوم ، ومن هذه الجمعيات : "عطيرت كوهانيم " ، " عطراه ليوشناه " ، " العاد " (11).
13- قامت إسرائيل عام 1976 م بإقامة مستوطنة معاليه أدوميم، والهدف كان من أجل إقامة تجمع استيطاني كبير يجمع تلك المستوطنات الصغيرة التي أقيمت ما بين منطقة البحر الميت وشمال أريحا وتصبح معاليه أدوميم مدينة كبيرة لها صفة مدينة إقليمية ترتبط بمشروع القدس الكبرى ومهمتها السيطرة على المنطقة الشرقية من القدس أي من رأس العامود حتى البحر الميت ومستوطنات أريحا (12)
14- عملت إسرائيل عبر المقص الطبوغرافي في الجهة الشمالية على إقامة حزام يربط مطار قلنديا بمطار اللد غربا، وشقت شارعا التفافيا سمته شارع (45) حيث سعت إلى إقامة مناطق صناعية عبر هذه المنطقة تربط بين منطقة قلنديا حتى موقع مستوطنة أبو غنيم جنوبًا وتجنب مخطط المشروع الدخول إلى مدينة القدس ، لهذا أقيم مشروع طريق وسط بين جفعات زئيف وشارع النفق الذي يوصل إلى منطقة أبو غنيم حتى كفار عتصيون، هذه الوقائع جعلتنا نتعرف على خطة إسرائيل لفرض السيادة على القدس . لهذا نجد أن المعركة ضارية وشرسة جدًا في مدينة القدس ، حيث إن الحكومة الإسرائيلية ودولة إسرائيل بكل إمكاناتها اللامتناهية اتخذت القرارات ووضعت الوسائل والأدوات اللازمة من أجل تنفيذ أطماعها في القدس (13) .
15- وفي عام 1980 أعلنت إسرائيل ضم القدس إدارياً وسياسياً بقرار من الكنيست الإسرائيلي وإعلان توحيدها وجعلها عاصمة لدولتهم تحدياً لاتفاقية جنيف وحقوق الإنسان والقرارات الدولية. والخطورة تبرز حين تؤكد إسرائيل إن القدس خارج إطار العملية السياسية الجارية حالياً ، مما يعني سلفاً أن يصبح 24 في المائة من مساحة الأرض المحتلة عام 1967 جزءاً من إسرائيل (14).
16- وفي عام 1987 م استخدمت سلطات الاحتلال شتى الأساليب للضغط على السكان لإجبارهم على بيع منازلهم في البلدة القديمة أو مصادرتها كما فعل (ارئيل شارون) الذي سكن في منزل في شارع الواد في الحي الإسلامي بعد إجبار سكانه العرب على إخلائه بتاريخ 15/2/1987.
17- تنفذ وزارة الداخلية منذ شهر ديسمبر من عام 1995م سياسة جديدة تقضي بأن أي فلسطيني من سكان القدس الشرقية لا ينجح في أن يثبت أمام وزارة الداخلية أنه يقيم في القدس في الوقت الحالي، وكان يسكن بها في السابق بشكل متواصل يمكن أن يفقد وللأبد حقه في أن يعيش في المدينة التي ولد فيها. فيصبح مضطراً تبعاً لذلك إلى ترك بيته كما لا يعد في مقدوره الإقامة في القدس التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية دون موافقات وتأشيرات خاصة، كما لا تتاح له إمكانية العمل في الأراضي الفلسطينية التي تخضع للمحتل الإسرائيلي، بما في ذلك القدس ، وتسلب منه كل حقوقه الاجتماعية التي يضمنها له سداده للضرائب المستحقة عليه، مثل الانتفاع بخدمات التأمين الصحي وغير ذلك (15).
18- قيام وزارة الداخلية الإسرائيلية بالعديد من الإجراءات التعسفية التي تطبقها ضد السكان الفلسطينيين في القدس لدفعهم إلى تركها مثل إلغاء حق المواطنة ، و عدم إصدار رقم قومي للأطفال الفلسطينيين في القدس ، و عدم تغيير تسجيل الحالة الاجتماعية في بطاقة الهوية ، ورفض طلبات جمع شمل الأسرة في القدس (16).
19- العمل على تغيير ملامح التوزيع الديموغرافي حيث قفز عدد المستوطنين اليهود في القدس المحتلة عام 1967 من لا شيء إلى أكثر من 160 ألف مستوطن حتى منتصف العام 1996 ، والى 180 ألف مستوطن مع نهاية العام 2001 . وفي هذا السياق دأبت سلطات الاحتلال على اتباع الممارسات التهويدية كي تستطيع تحقيق سياستها تجاه القدس(17) مع استقدام مستوطنين إسرائيليين متشددين لتوطينهم في القدس ، ويدخل هؤلاء المستوطنون سباقاً مع الزمن لاحتلال المزيد من أراضي المدينة وتهويدها والقضاء المبرم على هويتها العربية والإسلامية وشخصيتها الحضارية المتميزة (18) .
20- الاستيلاء على جبل أبي غنيم وإقامة مستوطنة بدلاً منه (19) ، وهذا الجبل أوقفه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه للصحابي عياض بن غنم فسمى الجبل بأبي غنيم نسبة إليه، ومازال يحمل هذا الاسم، فهو وقف إسلامي ولا حق لليهود فيه.
جدول رقم (3)
المخطط الهيكلي لمستوطنة سبغات شموئيل جبل ابو غنيم (هارحوما) (20)
أوجه استعمال الأراضي
المساحة بالهكتارات
المساحة نسبة مئوية%
1.منطقة صناعية
71.6
3.4
2. منطقة حرجية
356.4
16.7
3. طرق
277.6
13.1
4. أشجار على جوانب الطرق
103.4
3.8
5. مؤسسات عامة
70.6
3.3
6. منطقة بناء
797.6
37.5
7. حدائق
106.0
4.9
8. مباني عامة
234.2
11.0
9. فنادق وقربة سياحية
29
1.4
10. منطقة تجارية خاصة
56.2
2.6
11. منشآت هندسية
13.7
0.6
12. موقع ديني مسيحي قائم
10.5
0.5
المجموع
2126.8
100

21- وخلال فترة 1967-1995، تم بناء 76.151 وحدة سكنية، منها 64.867 وحدة سكنية داخل حدود البلدية، أقامتها الحكومة وباعتها للإسرائيليين، وهو ما يعادل 88% من مجموع الوحدات السكنية التي بنيت.
22- وفي فترة 1990-1993، تم بناء 9070 وحدة سكنية في القدس، منها 463 وحدة سكنية للعرب بمبادرة خاصة، وهى تشكل 5.1% من مجمل عدد الوحدات السكنية للعرب وفي سنة 1993، تم الانتهاء من بناء 2720 وحدة سكنية، منها 103 وحدات سكنية للعرب، تشكل 3.8% من مجموع عدد الوحدات السكنية التي بنيت في تلك السنة.
23- وفي سنة 1991، شكلت المنطقة التي بنيت فيها وحدات سكنية للعرب 8.5% من مجمل المنطقة، التي بنيت ضمن حدود بلدية القدس.
1990 9.3%
1991 6.3%
وبمقابلة حجم البناء سنة 1967 بحجمه سنة 1995 في القدس الشرقية فقط، نجد أن معظم المصادرات التي أعدت للتطوير والبناء في شرقي المدينة خصص للأحياء اليهودية الجديدة.وإن سلطات التخطيط الإسرائيلية- تتجاهل الضائقة السكنية الخطرة وسط السكان الفلسطينيين في المدينة، وتتنصل من واجب الاهتمام بالسكن الملائم لهم.
24- وفي عام 1996 م أعلنت وزارة السكان الإسرائيلية بأنها ستبني (15120 وحدة سكنية) في القدس الشرقية ليعيش فيها (76 ألف يهودي) وهذا سيزيد عدد السكان اليهود في القدس الشرقية إلى (236 ألفا) بينما عدد العرب فيها يصل إلى (155 ألفا) وبالتالي فإن الأمور ستكون لصالح اليهود مع ملاحظة أن القدس الغربية بكاملها لليهود أصلاً .
25- وفي سنة 1997 م تم استصدار القرار رقم 1604 بإقامة بلدية عليا تحول القدس إلى " قدس كبرى " بإطار متروبولي أعلى ، واتباع خطة تقوم على تطوير المدينة بتحريكها نحو الشرق من خلال الاستيلاء على أراضى فلسطينية في الضفة الغربية حتى غور الأردن . وترك المناطق بين القدس وتل أبيب كمناطق ترفيهية
وفي البحوث التي نشرت من جانب معهد القدس لأبحاث إسرائيل ، فان أكثر من عشرين اقتراحا تم تقديمهم منذ سنوات طويلة تتعلق بمستقبل القدس (21) .
26-نفذت إسرائيل مشروع " الحزام الشرقي " الذي كان يهدف إلى ربط شرق القدس بجنوبها ومن ثم ربط شوارع المدينة في منطقة الحزام، والهدف من هذا المشروع تفريغ المناطق العربية التي تقع على هذه الشوارع، ومن ثم جعلها نقاطًا مهمشة، أما المهمة الثانية لهذا الحزام فهو أنه يوفر مصادرة مساحات من الأراضي التي يمر بها، حيث يجعل إقامة أي مشروع على أراضي تلك المناطق محذورًا من واقع أن هذه المناطق تعتبر منطقة حرمًا لهذا الحزام (22).
27- أما المشروع الضخم الذي تنفذه إسرائيل الآن في مستوطنة رأس العامود ومنطقة وادي الكدرون الذي أطلقت عليه مشروع (خاتم سليمان) فتمثل بإقامة (22 إلى 25) فندقًا كبيرًا على ضفاف وادي الكدرون يبدأ من كنيسة الجسمانية حتى موقع باب داود غربًا، وتشرف على هذا المشروع شركة تطوير القدس الشرقية (23) .
آليات التهويد
طمس الآثار العربية وهو أسلوب شيطاني من أساليب التحريف والتزييف في المدينة وهو إزالة وطمس آثار القرى العربية واستخدام حجارتها في بناء المستوطنات اليهودية ، حيث لجأت الحركة الصهيونية وعصاباتها إلى تدمير كامل القرى المقدسية في حرب 48 ، وكل من يسير في قرى القدس من المصرارة -باب العمود حتى المالحة ومستشفى هداسا يرى بشكل واضح أن الكثير من الأسوار إنما بنيت من حجارة القرى العربية حيث نجد ذلك في مساحات الجامعة العبرية ومستشفى هداسا ومنطقة محنيه يهودا والمالحة وغيرها وتتجنب بلدية القدس الصهيونية البناء بالأسمنت المسلح لأسباب جمالية ولكي يخيل للزائر أن هذا السور بني من قبل مئات السنين ولكي يعملوا على إعادة استخدام هذه الآثار في تركيب تاريخ يهودي مزور .
طمس وتهويد المعالم الدينيةوقد لجأ الصهاينة إلى أسلوب طمس المعالم الدينية وتهويدها ؛ بداية من إزالة وتهويد حي المغاربة في العاشر من حزيران 67 وترحيل أهله ومسجد حي الشرف في 67 ، وقد يعمدون إلى تحويل المسجد إلى كنيس يهودي كما في مسجد النبي داود حيث أقدمت السلطات الصهيونية على إحداث تغيير في معالم المسجد ، بجانب إزالتها للكتابات القرآنية والزخارف وسرقة التحف الفنية والأثرية التي كانت موجودة فيه . وهناك نمط آخر من أنماط التزوير والطمس وهي أن يعمد الاحتلال إلى تحويل جزء من المسجد إلى كنيس كما حدث في مسجد النبي صموئيل شمال غرب القدس وكما حدث ويحدث في مسجد خليل الرحمن بعد المجزرة . وقد تلجأ سلطات الاحتلال إلى إزالة المسجد أو المقام نهائياً كما حدث في قرية صريحة المدمرة غرب القدس .
الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المباركتتعرض مدينة القدس بصفة عامة والمسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة لاعتداءات يومية من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ومن أشهر هذه الاعتداءات السيطرة على حائط البراق وتحويله إلى ما يسمى بحائط المبكي. وعن جريمة إسرائيل في حق حائط البراق يقول المهندس رائف نجم مستشار مركز توثيق وصيانة آثار القدس: إن حائط البراق يشكل الجزء الجنوبي الغربي من جدار الحرم القدسي الشريف بطول نحو (47 متراً)، وارتفاع نحو (17 متراً)، ولم يكن في وقت من الأوقات جزءا من الهيكل اليهودي المزعوم. وكما تقول الموسوعة اليهودية: «إن مصادر المدراش (شروق التوراة) بأن هذا الحائط لم يكن موقع عبادة عند اليهود حتى القرن السادس عشر الميلادي».
ويقر بذلك عالم الآثار الإسرائيلي " إسرائيل فلنكشتاين " من جامعة تل أبيب والمعروف " بأبي الآثار " حيث شكك في وجود أي صلة لليهود بالقدس ، جاء ذلك خلال تقرير نشرته مجلة " جيروزاليم ريبورت " الإسرائيلية (24) -عدد شهر أغسطس سنة 2000م- . كما فجّر عالم الآثار الإسرائيلي «مائير بن دوف» قنبلة دوى صداها في المنطقة، حيث كشف النقاب عن أنه لا توجد آثار لما يسمى بجبل الهيكل تحت المسجد الأقصى (25) .
أما الدكتورة «كاثلين كينون» مديرة مدرسة الآثار البريطانية في القدس وأستاذة علم الآثار في جامعة أكسفورد فتقول: " إن عملية الحفريات الإسرائيلية التي تجريها إسرائيل حول الحرم القدسي لهي أبشع حفريات لتدمير التاريخ القديم، وان إتلاف البنية الإسلامية التي بنيت في القرون الوسطى جريمة كبرى، ولا يُعقل أن يتم تشويه الآثار بمثل هذه الحفريات " . وكان التسامح الإسلامي هو الذي مكن لليهود من الصلاة أمام هذا الحائط، وتكررت محاولات اليهود للاستيلاء عليه في عهد الانتداب البريطاني على فلسطين إلى أن وقعت ثورة البراق في أغسطس 1929 والتي قُتل فيها العشرات من العرب واليهود، وأدت الأحداث إلى تشكيل لجنة دولية لتحديد حقوق العرب واليهود في حائط البراق، وكانت هذه اللجنة برئاسة وزير خارجية سويدي سابق وعضوية سويسري وآخر هولندي، ووضعت اللجنة تقريرها في عام 1930. يقول التقرير: «إن للمسلمين وحدهم ملكية الحائط الغربي، ولهم وحدهم الحق العيني فيه لكونه يؤلف جزءا لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف، وللمسلمين أيضاً تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام المحلة المعروفة بحارة المغاربة، لكونه موقوفاً حسب أحكام الشريعة الإسلامية». إلا أن العدو الصهيوني استولى على حائط البراق ؛ ففي عام 1967 وبعد وقت قليل من حدوث النكسة ، لفت ضابطٌ يُدعى "أبراهام شتيرن" انتباه "موشي ديان " إلى وجود مراحيض ملتصقة بحائط البراق ، فأعطاه إذناً بهدمها. ولأن قيادة العدو كانت تستعد لاستقبال مئات الآلاف من اليهود في عيد نزول التوراة عند ذلك الحائط، ولأن المكان الضيق بينه و بين بيوت الحي المجاور لم يكن يتَّسع إلاَّ لِبضع المئات، فقد تقرر في العاشر من يونيو هدم الحي بأكمله. خلال بضعة أيام، أُزيح تماماً حَيٌّ أطلق عليه المقدسيُّون اسم "حارة المغاربة" لِمُدة 774 عاماً (26) .الحفريات الأثرية في القدس العربية:
وقد تبنت الحكومة الإسرائيلية سياسة تهويد مدينة القدس عبر سلسلة من الإجراءات والاعتداءات ضد أهل المدينة وضد الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية على حد سواء ، حتى أنه لم تبق حارة أو زاوية في القدس إلا وتعرضت لهذه الحفريات وعندما توجد أي آثار إسلامية كانت تلقى الإهمال والضياع والتدمير ولا يتم توثيقها وابتدعت ذرائع مختلفة. وكان من أهم واخطر تلك الانتهاكات والاعتداءات الشروع في تنفيذ مخططات الحفريات تحت أساسات البلدة القديمة والأماكن المقدسة. بحجة الكشف عن التاريخ اليهودي وهيكل سليمان. ولكن الهدف الحقيقي لهذه الحفريات هو تصديع بنايات الأماكن المقدسة والأماكن الدينية والتسبب في انهيارها وطمس معالمها وتهويدها . ونادرا ما توثق الحفريات الإسلامية وإذا وثقت تبقى بعيدة عن النشر والدراسة والتعميم على المؤسسات العلمية . ومن هذه الحفريات ما يلي (27) :
أ. الحفريات التي سبقت الاحتلال عام 1967: وقد بلغ عدد الحفريات في أنحاء فلسطين عشرين حفرية على الأقل، وعندما كانت تكتشف أي طبقة من الآثار الإسلامية كانت تلقى الإهمال والضياع والتدمير .
ب. الحفريات الإسرائيلية في القدس بعد عام 1967: بدأت في أواخر عام 1967 وهي مستمرة إلى الآن دون توقف رغم قرار مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة واليونسكو التي طالبت إسرائيل بوقفها ، ومن هذه الحفريات:
حفريات جنوب المسجد الأقصى المبارك: وتمت سنة 1968 على امتداد سبعين متراً أسفل الحائط الجنوبي للحرم القدسي أما ما اكتشف في هذه الحفريات آثاراً أموية ورومانية وأخرى بيزنطية.
وحفريات جنوب غرب الأقصى المبارك: تم هذا الجزء من الحفريات سنة 1969 وعلى امتداد 80م مبتدئاً من حيث انتهى الجزء الأول ويتجه شمالاً حتى وصل باب المغاربة ماراً تحت مجموعة من الأبنية الإسلامية التابعة للزاوية الفخرية وقد صدعتها الحفريات ومن ثم أزالتها السلطات الإسرائيلية بالجرافات بتاريخ 14/حزيران/1969 وأجلي سكانها. وقد تم اكتشاف أساسات ثلاثة قصور أموية.
وحفريات جنوب شرق الأقصى: سنة 1973 واستمرت حتى سنة 1974 وامتدت على مسافة 80م للشرق واخترقت الحائط الجنوبي للحرم القدسي ودخلت الأروقة السفلية للمسجد الأقصى . وقد وصلت أعماق الحفريات أكثر من 13م وأصبحت تعرض جزءا من جدار الأقصى الجنوبي إلى خطر التصدع بسبب قدم البناء وتفريغ التراب الملاصق للجدار من الخارج بعمق كبير وضجيج الطائرات الحربية يومياً فوق المنطقة واختراقها لحاجز الصوت وهذا يؤثر على جميع المعالم الإسلامية والدينية والتاريخية. أما ما تم اكتشافه في هذه الحفريات فكان آثاراً إسلامية أموية ، وآثاراً رومانية وأخرى بيزنطية.
وحفريات النفق الغربي: سنة 1970 وتوقف سنة 1974 ثم استؤنف ثانية سنة 1975 واستمرت حتى عام 1988 رغم قرار اليونسكو. وفي عهد نتنياهو نجحوا بفتح باب ثان للنفق من جهة مدرسة الروضة على طريق الآلام بتاريخ 24/أيلول/1996.
وحفريات باب العمود: قامت دائرة الآثار الإسرائيلية سنة 1975 بالحفريات تحت باب العمود من الخارج وكشف عن باب السور القديم الذي يقع حوالي خمسة أمتار تحت باب العمود ثم وصلت الباب الحالية مع الساحة الأمامية الخارجية بجسر مسلح من أجل المرور من وإلى البلدة القديمة وكل ما وجد من آثار وعقود إسلامية لا تمت بالهيكل بصلة.
وحفريات باب الأسود (باب الأسباط): في عام 1982 بحجة وجود بركة إسرائيلية في ذلك الموقع، وانتهت الحفريات في عام 1986 دون العثور على أثر إسرائيلي.
وقد قام الإسرائيليون بفتح النفق عام 1996م، والذي يقع بمحاذاة الجدار الغربي تحت البنايات المملوكية، كالمدرسة الجوهرية والعثمانية والتنكزية، ثم يتجه إلى باب الغوانمة ثم باتجاه الشرق عبر طريق المجاهدين إلى المدرسة العمرية، حيث حدثت حوادث مشهورة في 24/9/1996م تسببت هذه الصدامات في استشهاد خمسة وثمانين شهيداً وقد عرفت بأحداث النفق.
وفي 10/1/2007 كُشف عن مخطط يُكمّل خطوة هدم طريق باب المغاربة، ويتمثل ببناء كنيس في حارة باب الواد غرب سوق القطّانين، أحد أبواب المسجد الأقصى، تحت اسم "خيمة اسحاق"، وذلك في مكان مبنى حمّام العين، الذي أنشأه الأمير تنكز الناصريّ خلال الفترة المملوكيّة سنة 737هـ/1337م، ليبتلع إلى جنوب المبنى أرضاً تُسمّى البيّارة أو الحاكورة تتبع دائرة الأوقاف الإسلاميّة (28) .
وهذه الحفريات تجري بهدف إضعاف البنية التحتية للأبنية والمساكن والمقدسات الإسلامية ، حيث أصيب الكثير منها بتصدعات خطيرة ، مثل المدرسة العثمانية ، والمدرسة المزهرية والمدرسة الجوهرية في باب الحديد ورباط الكرد ، والزاوية الرفاتية ، والمدرسة التنكزية في باب السلسلة ، هذا إضافة إلى مئات المنازل التي سقطت أرضياتها وتصدعت جدرانها وتمنع دولة الكيان أي ترميم فيها .
والجدير بالذكر أن اعتداءات الصهاينة لم تمس الأحياء وحدهم بل طالت الأموات في قبورهم أيضاً ؛ فهناك مقبرة باب الرحمة " الأسباط " حيث أتت حفريات الجرافات الصهيونية على مئات القبور وتبعثرت عظام الموتى بحجة التطوير والأعمار ، وكذلك ما حدث في مقبرة مأمن الله العريقة حيث سيطر اليهود على هذه المقبرة وتوقفت عملية دفن الموتى منذ ذلك الحين ، وتناقصت مساحتها التي لم يتبقى منها سوى 19 دونم بعد أن كانت 136 دونم ، وهي تستخدم اليوم كمقر رئيسي لوزارة التجارة والصناعة الصهيونية.
وخلال الفترة التي يُغطّيها تقرير إدارة الإعلام والمعلومات بمؤسسة القدس الدولية في الفترة من 21/8/2006 إلى 21/8/2008 رصد التقرير ما قامت به فرق الحفريّات التابعة لدولة الاحتلال والجمعيّات المتطرّفة حيث تنشط في 7 مواقع من أصل 18 موقع حفريّاتٍ تُحيط بالمسجد الأقصى، وقد توزّعت هذه الحفريّات الهادفة لإنشاء مدينةٍ يهوديّة تحت الأرض على مختلف جهات المسجد الأقصى لبناء "مدينة داوود" ، وأكبر هذه الحفريّات وأخطرها على الإطلاق هو الطريق الهيروديانيّ الذي يمتدّ لمسافةٍ تزيد على 600 متر ويربط ساحة البراق بالمدخل الجنوبيّ لمدينة داوود (29). وقد أعلنت بعض صحف الاحتلال في 13/4/2008 أنّ أحجار حائط البراق بدأت بالتفتّت، خصوصًا تلك الحجارة الواقعة في أعلى السور، أي أحجار مصلّى البراق، الذي يقع في أقصى الطرف الغربيّ للمسجد الأقصى. ويُمّهد هذا الإعلان في غالب الظنّ لإغلاق مسجد البراق، ومنع المصلّين من الوصول إليه، تمهيداً لتحويله إلى كنيسٍ يهوديّ أو موقعٍ أثريّ متصلٍ بالمدينة اليهوديّة المفترضة (30) .
سلطة تسمية الأماكن "الإسرائيلية
أمر ديفيد بن جوريون ضباطه وخبراءه بمحو كل الأسماء الفلسطينية سواء كانت عربية إسلامية أو مسيحية أو ما قبل ذلك من كنعانية ويبوسية وعمورية وغيرها، واستبدالها بأسماء عبرية (31) ، وبالتالي تعرضت أسماء المدن والقرى العربية لتزوير وتهويد المسميات بطريقة عملية ومنظمة ، وتتم عن طريق سلطة " تسمية الأماكن "الإسرائيلية " وأوجه التحريف الصهيوني للأسماء تعتمد على عدة طرق منها استبدال حرف بآخر إضافة أو حذفاً ، وترجمة الاسم إلى العبرية ( العبرنة ) مثل جبل الزيتون إلى هار هزيتم وجبل الرادار إلى هار دار و هناك أسلوب آخر وهو تحريف الاسم العربي ليلائم اسماً عبرياً مثل كسلا أصبحت كسلون والجيب جبعون وتغير أسماء الشوارع والطرق والساحات العامة باستبدالها بأخرى يهودية كجزء من خطة تهويد المدينة ، وإزالة المعالم والحضارة العربية منها مثل تل الشرفة سمي (جبعات هفتار). وباب المغاربة ( رحوب محسي). وطريق الواد وسمي (رحوب هكامي) الخ . ولذلك لابد من استعادة التاريخ المدفون، والجغرافيا المطموسة.
طمس الهوية والثقافة الوطنية وتهويد التعليم
وتمثل ذلك بإلغاء مناهج التعليم العربية في المدارس الحكومية بمراحلها الثلاث، وتطبيق منهاج التعليم الإسرائيلي، والاستيلاء على متحف الآثار الفلسطيني وحظر تداول الآلاف من الكتب الثقافية والعلمية العربية الإسلامية ومراقبة النشر والصحافة مراقبة صارمة . وبرامج التعليم الإسرائيلي تستبعد كل ما ينتمي إلى الروح القومية العربية والابتعاد عن الثقافة العربية ليسهل صهرهم في البوتقة الإسرائيلية .
جدار الفصل العنصري
منذ 16 يونيو/ حزيران 2002 بدأت إسرائيل في بناء جدار فاصل يقطع أراضي الضفة الغربية قطعا مضيفا معاناة أخرى إلى ما يعانيه سكان الضفة من قبل. ويأتي ذلك ضمن سياسة فرض الأمر الواقع والتي استطاعت من خلاله ابتلاع نصف مساحة الضفة الغربية تقريباً، والاستيلاء على مقدرات الشعب الفلسطيني، وتنفيذ مخططات غير علنية من أجل طرد الشعب الفلسطيني، وجعله يتشرد في منافي الأرض، إن طريق الآلام المقدسي طويل ومرير على أبنائها العرب الفلسطينيين من كل دين ومن كل مشرب، فالجدار العازل الذي أدانته محكمة لاهاي، لن يتوقف أذاه على التهام 58% من مساحة الضفة الفلسطينية، لأنه سيعزل القسم الأكبر من سكان الضفة والقطاع 3.8 مليون فلسطيني، عن أهلهم داخل ما يسمى بالخط الأخضر الإسرائيلي، بل إنه يمنع - بقرار من الكنيست - التزاوج بين الفلسطينيين في المناطق المحتلة عامي 1948 و1967. وكان نصيب القدس هو إقامة الجدار العازل حولها بعد إحاطتها بسياج من المستعمرات الاستيطانية بهدف خلخلة التوازن الديموغرافي لصالح الإسرائيليين (32).

ويستولي الجدار في هذه المرحلة على ما مجموعه 107كم2 من مساحة الضفة الغربية ويستولي على 31 بئراً ارتوازية ويعزل 16 قرية يسكنها حوالي 12000 فلسطيني أصبحوا معزولين بين الجدار الفاصل والخط الأخضر (33)هذه القرى هي كما يلي:
جدول رقم (4)
المناطق الفلسطينية التي تم عزلها بين الجدار الفاصل والخط الأخضر في المرحلة الأولى لبناء الجدار (34)
م.
البلدة أو القرية
عدد السكان
1-
باقة الشرقية
3700
2-
برطعة الشرقية
3200
3-
نزلة عيسى
2300
4-
أم الريحان
400
5-
خربة جبارة
300
6-
رأس الطيرة
300
7-
عرب الرماضين الجنوبي
200
8-
عرب الرماضين الشمالي
50
9-
خربة الضبع
200
10-
خربة الشيخ سعد
200
11-
خربة ظهر المالح
200
12-
نزلة أبو نار
200
13-
خربة عبدالله آل يونس
100
14-
عرب أبو فردة
75
15-
وادي الرشا
100
16-
خربة منطار الغربية
25

الإجمالي
11550

جدول رقم (5)
تطور وتقدم عملية الإنشاء في الجدار الفاصل حتى 30/4/2006
المرحلة
الطول بالكيلو متر
النسبة من طول الجدار
أكملت إقامته
362
51
البناء في أوجه
88
13
لم يتم إقامته ومخطط له
203
36
المجموع
703
100

جدول رقم (6)
المجتمع الفلسطيني المتأثر بالجدار (35)
المكان
عدد القرى والبلدات
عدد
السكان
% من سكان الضفة
جيوب غرب الجدار الأساس
53
115500
5
جيوب شرق الجدار الأساس (*)
28
147700
6.4
شرق القدس
23(**)
210000
9.1
القرى والبلدات المحاذية للجانب الشرقي للجدار
102
402400(***)
17.5
المجموع
206
875600
38

والجدير بالذكر أن الجدار له نتائج مدمرة على العائلات الـمقدسية والقطاع الاقتصادي والتعليمي وأكد ووجد الصليب الأحمر أن جدار الفصل العنصري يعزل القدس عن الضفة الغربية ويمنع الحركة الحرة للمواطنين المقيمين في المدينة وتجمعات الضفة الغربية.ووجدت اللجنة الدولية أن إسرائيل تبدي استخفافاً عاما بالتزاماتها طبقا للقانون الإنساني الدولي في ممارستها في القدس الشرقية.حيث يتبع الجدار منطقا جغرافيا حيث الكتل الاستيطانية المحيطة بالمدينة بينما يستثني المناطق الفلسطينية في المدينة وذلك بوجود جيوب فلسطينية معزولة (36) .
كلمة أخيرة
إن قضية القدس أصبحت الآن في خط الدفاع الأخير ، ربع الساعة الأخيرة ، فقد بقي بيد العرب 14 % والكتل الاستيطانية التهويدية تحتل 32 % والباقي 54 % تحت سقف وسيف الاستيطان الاستعماري الصهيوني .
إن عملية إنقاذ القدس يجب أن تتسارع أكثر فأكثر على كل الأصعدة ليس الفلسطيني فقط ، بل العربي والإسلامي والمسيحي والدولي . فقضية القدس تمس الملايين من أبناء المسلمين والمسيحيين في العالم كله ، والاحتلال الإسرائيلي لم يراع كل الصيحات وكل القرارات الدولية التي أعلنت بأن القدس أراضي محتلة يجب الجلاء عنها .
وبعد : لقد نجحت الصهيونية في الاستيلاء على الأرض حتى الآن، وفصلت أهلها عنها وشتتتهم في أنحاء الأرض فيما يمكن وصفه بالإبادة الجغرافية . لكنها لم تنجح في القضاء على الشعب الفلسطيني الذي بقي حياً ومتماسكاً وشامخاً فلم يحدث قط أن أذعن الشعب للغزاة (37)، ولم يندثر كما اندثرت أمم قبله في كوارث أقل جسامة. وما أختم به هو خلاصة – اتفق معها - تقول : " إن الله خصّ الجمال بعشر حصص فنالت القدس تسعا منها ، وخص الحزن بعشر حصص فنالت القدس تسعا منها" (38).
أنور محمود زناتي كلية التربية - جامعة عين شمسanwar_zanaty@mail.com







































الهوامش :
([1]) حمدان ، جمال: اليهود ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ( مكتبة الأسرة ) ، 1998 م ، ص 56.
(2) كتن ، هنري : القدس الشريف ، مرجع سابق ، ص 139 - 160 .
(3) للمزيد راجع ، أرمسترونج ، كارين : القدس مدينة واحدة .. عقائد ثلاث ، ترجمة ، فاطمة نصر ، محمد عناني ، سطور ، القاهرة 1998 ، ص 79 - 107 .
(4) للمزيد راجع ، حتّي ، فيليب : تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين ، ص 88 ، شريف : مدخل لدراسة مطامع اليهود في فلسطين قديماً وحديثاً ، ص 27، Busse, Jerusalemer Heiligtumstraditionen. P.69 .
(5) المحاذي للحائط الغربي.
(6) القدس : الوحدة الإسرائيلية للاستيلاء على الأراضي – الشرق الأوسط 10/4/1998 . .
(7) الصوباني ، صلاح : الأوضاع الديموغرافية في مدينة القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي ، مجلة صامد الاقتصادي العدد 85 تموز - أيلول 1991 ، ص 156.
(8) التفكجي ، خليل : الدستور الأردنية 8/8/1995 .
(9) للمزيد راجع ، كتن : القدس الشريف ، مرجع سابق ، ص 139 - 154 .
(10) التفكجي ، خليل : الاستيطان في مدينة القدس الأهداف والنتائج، خالد عايد. الاستيطان في جبل أبو غنيم وما يتجاوز، مجلة الدراسات الفلسطينية، صيف 1997 عدد 31 صفحة 119.
(11) القدس : الوحدة الإسرائيلية للاستيلاء على الأراضي ، الشرق الأوسط ، بتاريخ 10/4/1998 .
(12) راجع ، الفني ، إبراهيم : جدران وأنفاق واستيطان... إسرائيل تعزل القدس ، مجلة العربي ، عدد 563 ، أكتوبر ، 2005 م .
(13) نفسه .
(14) التفكجي : صحيفة الدستور الأردنية 8/8/1995 ، " السفير " البيروتية 1/11/1996 .
(15) راجع ، صالح ، محمد أحمد : السياسة الصهيونية لتغيير التركيبة الديموغرافية قبل أن تضيع ، مجلة العربي ، عدد 505 ، ديسمبر ، 2000 م .
(16) نفسه .
(17) شقير ، رزق : القدس ، الوضع القانوني والتسوية الدائمة ، صحيفة القدس المقدسية ، 9/10/1996
(18) راجع ، صالح ، محمد أحمد : السياسة الصهيونية لتغيير التركيبة الديموغرافية قبل أن تضيع ، مجلة العربي ، عدد 505 ، ديسمبر ، 2000 م .
(19) راجع ، جبل أبوغنيم والواقع الديموغرافي ، صحيفة النهار البيروتية ، بتاريخ 11/3/1997 .
(20) المصدر: أنظر في الإنترنت: http: // www,arij. org/ paleye / abughnam .
(21) نشرت هذه البدائل مع التصورات الإسرائيلية على صفحات بعض الصحف العبرية مثل : هآرتس ، ويديعوت أحرونوت ـ تاريخ 23/5/1996.
(22) راجع ، الفني : مرجع سابق .
(23) نفسه .
(24) راجع الخبر أيضاً في ، صحيفة القدس، العدد 1219، الاثنين 13/11/2000م ، ص6 .
(25) راجع ، العسكري ، سليمان إبراهيم : مرارات ابتلاع القدس ، مجلة العربي، عدد 582 ، مايو ، 2007 م ، ص 10.

(26) الكسواني ، محمد الخطيب وعمران الرشق، " القدس .. تاريخ من الألم النبيل" - مجلة العربي، عدد 518، يناير 2002.
(27) للمزيد راجع ، نجم ، رائف يوسف : الحفريات الأثرية في القدس ، المركز الفلسطيني للإعلام ، palestine-info.info/arabic/alquds/mukhtarat/alhafriat.htm. ، والتقرير التوثيقي الاستقرائي الذي يرصد الاعتداءات على المسجد الأقصى في الفترة بين 21/8/2006 إلى 21/8/2008 ، إدارة الإعلام والمعلومات بمؤسسة القدس الدولية ، الإشراف والمراجعة الأكاديمية ، زياد الحسن ، هشام يعقوب ، إعداد المادة العلمية والخرائط ، عبد الله الحسن .
(28) للمزيد راجع ، التقرير التوثيقي لإدارة الإعلام والمعلومات بمؤسسة القدس الدولية ، في الفترة بين 21/8/2006 إلى 21/8/2008 ، الإشراف والمراجعة الأكاديمية ، زياد الحسن ، هشام يعقوب ، إعداد المادة العلمية والخرائط ، عبد الله الحسن .
(29) للمزيد راجع ، التقرير التوثيقي ، مرجع سابق .
(30) نفسه.
(31) راجع ، أبو ستة ، سلمان: استعادة جغرافية فلسطين المغّيبة، مجلة العربي، عدد 582 ، مايو ، 2007 م ، ص 32 .
(32) راجع ، العسكري ، سليمان إبراهيم : مرارات ابتلاع القدس ، مرجع سابق ، ص 12.
(33) المصدر نفسه.
(34) شبكة المنظمات البيئية الفلسطينية (PENGON)، أوقفوا جدار الفصل العنصري في فلسطين، حقائق، شهادات، تحليل، ودعوة للعمل، القدس، 2003، ص 32، 33.
(35) مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، الموقع الإلكتروني.
(36) نقلاً عن موقع القدس نت http://www.qudsnet.com/arabic/news.php?maa=View&id=49315
(37) كتن : فلسطين في ضوء الحق والعدل، مكتبة لبنان، بيروت، 1970، ص 3 .
(38) راجع ، الفني ، إبراهيم : جدران وأنفاق ، مرجع سابق .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق